قصص

قصة ممر الموت

#ممر_الموت
أزيك ياأستاذ محمد أنا بتابع قصص حضرتك من زمان وكنت متردده أحكي لحضرتك حكايتي ورجاء خاص من حضرتك تنزلها زي ماهبعتها لحضرتك بالظبط
كل حاجة حصلت بسرعة
وده بموجب عدم ترددى الدائم
عمرى ما اترددت في اي قرار اخدته مهما كان القرار ده يتعلق ب ايه
ويمكن ده اللى وصلنى انى ابقا مش مدرسة تقليدية بحضر اول حصتين وازوغ من الباقي مع ابلة حكمت عشان نشرب الشاي بالقرص واحنا بنتكلم على مستر وائل بتاع الانجليزي الامور
انا بحب كل حاجة بشارك فيها
بحب التدريس بأسلوبي اللى بيحول الطلاب من بائسين من المادة الى محبين ليها
بحب المسرح اللى بشارك فيه
بحب الشعر اللى بكتبه
بحب الندوات والمؤتمرات
بحب السفر
عشان كدة اول ما جاتلى فرصة انى اسافر برة مصر عشان احضر ندوة في باريس ماترددتش في الموافقة منغير حتى ما اعرف الندوة مع مين وتبع ايه
جالى الفاكس واديت الاوكيه المبدأى وروحت اقابل رئيس البعثة اللى اسمه معاز في العنوان اللى جالى في الفاكس
مكتب في المعادى اسمه منظمة حواء
دخلت المكتب لقيت رئيس البعثة في انتظارى
زى ما تخيلته
راجل كبير وشعره ابيض وشكله يدى وقار
يليق بشكل راجل مثقف
شاورلى اقعد وبدأ يتكلم بصوت أجش
”نادرا لما يبقا في اجماع من تلتين اللجنة على ترشيح شخصية بعينها .. لكن موافقتك السريعة وحضورك المعجل بيدل على نشاطك اللى خلى اللجنة تجمع على اميرة عادل كريم .. انتى متميزة يا اميرة .. رغم سنك العشرينى اللى يعتبر صغير بالنسبة لنشاطك إلا انك توجتى عشرين سنة من عمرك بجلوسك معايا دلوقتى .. اخش في التفاصيل اللى واضح عليكي تشوقك ليها .. انتى هتسافرى باريس مع بعثة من المنظمة لحضور ندوة للمنظمة هناك بنتكلم فيها عن نجاحات المنظمة ودورها مع المرأة في الوطن العربي .. البعثة هيكون فيها مجموعة كبيرة من رموز المنظمة .. اللى ممكن تبقي رمز فيها لو نجحتى في تأدية دورك في البعثة .. الملف اللى قدامك على الترابيزة في معلومات كاملة عن المنظمة وفيه برده المطلوب منك في البعثة في باريس وفيه اسماء الاشخاص اللى هيطلعوا معاكى البعثة .. بإختصار دورك هو تحدثك عن نجحاتك كا انثى في المجتمع من مسرح وعمل ممتع وندوات ومؤتمرات وتتكلمى عن نشاط المرأة في المجتمع المصرى اللى بيزدهر يوم عن يوم .. السفر هيكون بعد بكرة وبكرة هتحضري للمقر الرئيسى للمنظمة في التجمع عشان نخلص اوراق سفرك .. رحلة البعثة اسبوع وكل التكاليف على المنظمة وفي كمان مبلغ هتستلميه عشان يبقا معاكي سيوله تتحركى بحرية هناك .. خدى الملف من على التربيزة .. اللقاء انتهى”
اندهاااش
اسلوب كلامه وكلامه نفسه مخليني مزبهلة
اخدت الملف وخرجت من المكتب اللى لو دخلته واحدة خرسة محدش هيعرف انها خرسة
وبيتهيألى ان هو كمان مسابش حاجة اسأل فيها
جاوب عن كل حاجة وكل سؤال خطر في بالى او مخطرش
روحت البيت ودخلت عرفت الاسرة كلها انى مسافرة ندوة
في الاول فكروها ندوة في الاسكندرية او في مكان في مصر
لكن لما عرفوا انه في باريس فرحوا
معادا ماما
اول ما قولت باريس وشها قلب
اقنعتها
وجهزت حاجتى وشنطى
ونمت
المنبه ضرب الساعة خمسة قومت دخلت الحمام غسلت وشي وخرجت لبست وجهزت نفسي عشان اروح المدرسة
خرجت لقيت ماما قاعدة في الصالة وبتعيط
قربت منها وسالتها مالك
قالتلى متسافريش
قولتلها اشمعنى المرة دى عاملة كدة ما انا على طول بسافر ندوات وبعثات
قالتلى المرة دى انا مش مرتاحة وكمان برة مصر
المهم كلمتها عن احلامى وطموحى وقد ايه السفرية دى هتفرق معايا
ودخلت لبست ونزلت المدرسة
مضيت على الاجازة
حضرت الحصص وروحت مقر المنظمة
بصراحة استغربت من الرموز دى
اول مرة اشوفهم رغم ان المؤتمرات والندوات بتجمع المجال كله
سلمت عليهم
واضح عليهم السن
مش انا اصغر واحدة فيهم
في بنت تانية تقريبا من نفس عمرى على عكس المكركبين التانيين
بسملة
سلمت عليها وعرفت منها انها تقريبا شبهي في كل حاجة
حتى اسلوب اللقاء
حتى ان تلتين اللجنة اجمعوا عليها
على الساعة تمانية كانت الاوراق خلصت
اخدت الباسبور وروحت البيت
قولت لماما تحضرلى الغدا
دخلت الاوضة وحسيت بصداع رهيب
طلعت الابلونج
ودخلت المطبح اجيب مايه
لقيت شريط حبوب منومة ناقص حبايتين محطوط على ترابيزة المطبخ
غرفت اطباق غير اللى مغروفة وفضيت اللى ماما غرفاهولى في الحلل
اخدت الماية ودخلت اوضتى وبعد دقايق ماما دخلتلى بالصينية وعنيها حمرا من كتر العياط اللى مش فاهمة سببه تماما
لكن من الواضح انها مصممة انى مسافرش رغم مهاودتها لما بكلمها بالود
اكلت ونمت
المنبه ضرب الساعة خمسة
صحيت وخرجت من اوضتى لقيت ماما وبابا نايمين على الكنبة متسطحين من المنوم
ابتسمت وعرفت خطة ماما لمقاطعة سفرى
دخلت الحمام لقيت مكتوب على مراية الحمام
”متسافريش”
ابتسمت تانى لخطة ماما التانية لمقاطعة سفرى
خرجت ولبست وفتحت شنطتى اتمم على حاجتى لقيت ماما حطالى مصحف صغير في قلب الشنطة
خوفت
انها تحطلى مصحف يبقا الموضوع مش قلق من السفر
ده خوف من حاجة معينة مش راضية تقولهالى
لكنى قفلت الشنطة ومترددتش ونزلت لقيت الاتوبيس بتاع البعثة واقف تحت البيت
الاتوبيس وصل المطار وتمموا على الباسبور وركبنا الطيارة
انا وبسملة جنب بعض والكراكيب التانيين جنب بعض
حطيت الهاند فري في ودنى وشغلت القرآن وروحت في النوم
نوم عميق وممتع
وفي وسط ظلام غمض الجفون
ظهرلى نور
نور عامل زى ممر في وسط الضلمة وآخر الممر نور
دخلت الممر وفضلت امشي امشي
لغاية ما وصلت لآخره
قضبان
مقفول
لكنى شايفة من ورا القضبان ماما بتبكى على الكنبة
لفيت لقيت في آخر الممر من الناحية التانية ضوء برضه لكنه ضوء احمر
فضلت امشي امشي لغاية ما وصلتله
الضوء ده ناس بتتحرق
وحد زقنى وقعت في وسطيهم في قلب النار وسط صراخهم
وبسملة صحتنى وقالتلى ياله
وصلنا باريس
خرجت من المطار واتصلت بماما
– ايوة يا ماما انا وصلت
– كدة يا اميرة
– مانتى ماديتينش سبب مقنع انى اقعد
– مهو لو قولتلك انى من يوم ما قولتى مسافرة بحلم ان حد بيزوقك في نار هتستخفي بعقلي
– ايه
– اه والله كل ما انام احلم انك في ممر اسود وبيني وبينك قضبان وانك بتفضلي ماشية في الممر لغاية ما تقعي في نار
– ياماما ممر ايه بس تلاقيكي كنتى متقلة في العشا .. اه بمناسبة العشا عجبك المنوم .. حركات قرعة اوى المنوم في الاكل ورسايل ع المرايا
– رسايل ايه
– كتبالى على المرايا بالحمر متسافريش
– انا حطيت منوم اه لكن مكتبتش حاجة اقسم بالله .. استنى كدة .. انا في الحمام اهو مفيش حاجة مكتوبة .. الله اهو النور قطع .. هاااااااااااااااااااااااااا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
– ماما في ايه .. ماما..ماااما
الخوف والرعب والقلق والتشائم والندم اول مرة يخشوا قلبي
وانا واقفة ماسكة التليفون مش عارفة اعمل حاجة
عمالة ارن ومبتردش
رنيت على اخواتى وعلى ابويا مبيردوش
اعصابي سابت وروحى كأنها بتتسحب منى
بسملة فضلت مسكانى لغاية ما ركبنا الاتوبيس اللى رايح الفندق
دماغ الانسان في المواقف دى مبتسيبش حاجة وحشة مبتتخيلهاش
تليفونى رن لقيتوا ابويا فتحت وكأن روحى اتردتلى
– بابا ماما مالها
– امك كويسة هى داخت بس في الحمام ووقعت
– بابا مامت شافت ايه
– ….
– بابا مااامااا شااافت ايه قولى ارجوك
– بتقولى شافت عينين حمرا اول ما النور قطع داخت ووقعت
– …..
– اميرة
– معاك .. معاك يابابا .. طب هي كويسة دلوقتى
– اه الحمد لله احسن
– طب الحمد لله
– انتى وصلتى
– اه وفي الاتوبيس رايحة الفندق
– طب خلى بالك من نفسك يابنتى
– خلى بالك انت من ماما عشان خاطرى
– حاضر .. هطمن عليكي كل شوية خلى تليفونك معاكى
– حاضر يابابا
..
خوف على امى
رعب من اللى شافته واللى شوفته
قلق من اللى بيحصل
تشائم من اللى هيحصل
ندم على قرار سفرى
انا عمرى مادخل اي شعور من دول جوايا
اميرة المتفائلة المبتسمة عمرها ماحست بأي احساس من دول
يوم ما احسهم احسهم كلهم مرة واحدة مع بعض
وكمان احساس الغربة وانى مليش ضهر محسسنى بالقهر
ايه اللى هيحصلى
ازاي انا وماما حلمنا نفس الحلم
مين كتب متسافريش على المرايا
ضيف الى كل احاسيسى دلوقتى
الحيرة
..
طلعت المصحف وفضلت اقرأ فيه وانا بعيط وبسملة بتبصلى بإستغراب
وصلنا وطلعنا ودخلت غرفتنا انا وبسملة
الساعة كانت 2 العصر
بسملة قالتلى لسة بدرى على معاد النوم تيجي ننزل نتمشي ونتفرج على باريس
احساس الهروب كمان دخلنى
قولتلها ماشي
نزلنا وخرجنا وفضلنا ماشيين ماشيين ماشيين
هى منبهرة بالجمال وانا شارده في قلقى وخوفي وحيرتى
طلعت تليفونها ترجمت كام كلمة وبدأت تشترى في هدايا
بتحاول تفكنى
لكن لا حياة في من تنادى
رجعنا الفندق الساعة 8
طلعت منغير اكل ونمت
صحيت على صرخة اميرة
قومت مفزوعة لقيتها قايمة من السرير بتنهج
وبتقولى حلمت حلم وحش اوى
قولتلها حلمتى ب أيه
قالتلى حلمت انى في ممر اسود وبيني وبين اهلى قضبان وحد زقنى من الممر ده في نار
فضلت مبلمه من اللي بسمعه إزاي هي كمان حلمت بكده
دماغى تعبت من التفكير في ايه اللى هيحصل
لكن اين كان اللى هيحصل
اكيد مش خير
رجعت نمت وهى كمان
هي نامت مرتاحة لانه بالنسبالها مجرد حلم حلمته
لكن انا نايمة مرعوبة لانه كابوس عيشاه
صحيت على صوت الباب بيخبط
قومت فتحت لقيتها واحدة من عواجيز البعثة قولتلها خير قالتلى صحي بسملة وياله عشان نفطر ونبدأ شغل
صحيتها ولبسنا واخدت المصحف في جيبي ونزلنا
فطرنا واتصلت بماما اطمنت عليها وقالتلى انها لسة بتحلم نفس الحلم
لكنها كويسة
دخلنا قاعة فاضية وبدأوا يتكلموا عن تداتعيات المؤتمر
سيبتهم ودخلت الحمام اللى في القاعة
غسلت وشي وفضلت باصة على اميرة اللى في المرايا
وشها الشاحب الخايف
وانا خارجة رجلى قلبت بلاطة مكسورة في الحمام
وطيت عشان اعدلها لقيت تحتها كتاب
طلعت الكتاب وفتحته لقيته كله رسومات غريبة
رجعته مكانه وظبط البلاطة وخرجت
لقيت بسملة بس في القاعة
قاعدة على كرسي ومتنحالى
كرسي مرصوص حواليه شموع
حسيت بحد بيغرز حقنه في رقبتى
مفقدتش الوعي لكنى فقدت القدرة
شايفة وسامعة لكن مبتحركش ومبتكلمش
قعدونى على كرسي ورصوا حواليا شموع زى بسملة
دخل معاز رئيس البعثة
لبسه غريب
دخل الحمام وخرج منه بكتاب
قرب ناحية بسملة وفتح الكتاب وبدأ يقرأ منه
”مهاعش ميمون هاعش كلين انا الحاضر المبين قارئ الباء والسين امن عليكم بقربانى السمين لتلبوا رغباتى ورغبات الهر الاسود تقبلوا قربانى ولبوا برهانى ساعل ناعل جال جاعل القربان رماد خامل شهوع مهوع جهوع ساتر مرفوع قربانى المائه والستون”
بسملة بدأت تترعش وتصرخ ونار الشمع فضلت تزيد وهي جسمها يحمر ويتشقق
وولعت
بسملة بتولع جنبي
ودخلوا العواجيز بدأوا يرددوا كلام غريب زي اللى كان بيقوله معاز
مفيش دقيقة وبسملة بقت رماد على الارض
والشمع انطفئ
قربلى
وابتسملى
وقالى بصوته الاجش
انتى القربان المنتظر .. اكيد دلالاتهم عليكي كانت كتير بس معلش هو دايما القربان الثانى بتاع كل سنة بيأزوا اهلة بس انتى احمدى ربك والهك انها بس شافته في الحمام بعد ما حذرك وكتبلك متجيش .. اصله دايما بيعطلنى .. هما كهنة المقابر الفرعونية كدة .. اما ميقدروش يقاوموا قرابيني بيحاولوا يعطلوا القرابين نفسها عشان اتأخر في التقديم ويأزونى .. مهاعش ميمون هاعش كلي…..
بدأ يقول نفس الكلام اللى قاله لبسملة قبل ما تتحرق
الدنيا ضلمت
وبقيت في ممر الموت
ورايا اهلى وبيني وبينهم قضبان
سامعة صوته بيكمل الطلسم وانا جسمي بيترعش وبيتألم
وحاسة حد بيزقنى ناحية النار
فجأة لقيت الممر نور
ومصدر النور ده جيبي
المصحف نور الممر كله
مسكته في ايدى
ولسة في حد بيزقنى لكن قوتة ضعفت
لحد ما انعدمت
بدأت اردد
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق اعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق
رجعت اشوف القاعة تانى
لقيتنى لسة قاعدة بس ماسكة المصحف في ايدي
العواجيز بيطفوا ايد رئيس البعثة من الكتاب اللى ولع في ايده
قرب منى وبإنفعال وصراخ بيقولى انتى عملتى ايييه عملتى ايييييييه
وفجأة وقع في الارض وبدأ يتلوى ويتألم
نار الشمع اللى حواليا عليت
وهو ولع
لحد ما بقا رماد
قومت وزقيت العواجيز وجريت على الفندق
طلعت على الاوضة ولميت حاجتى
لقيت تليفون بسملة منور
رسالة من امها
”انا حاسة ان جرالك حاجة .. انا بحلم بأحلام وحشة من ساعة ما سافرتى .. عشان خاطرى طمنيني عليكي .. عشان خاطرى ارجعى”
مش هترجع
مش هترجع
حطيت التليفون في شنطها واخدت شنطها معايا
لسة على معاد رحلة العودة 5 ايام
والله اعلم لو قعدت هيعملوا فيا ايه
لكنى متفائلة
ايوة متفائلة
مش قلقانة مش مرعوبة مش خايفة
ومش حيرانة وفي الاحزان منيش سائلة
ده نور كتاب الله وكلماته دى نجتنى
ونجدتنى من بطش البشر والنار
شكرا يارب العزة يا معز يا جبار
قدمت التأشيرة 5 ايام وسافرت
رجعت
اول حاجة عملتها روحت لأهل بسملة واديتهم شنطها
وسلمت كل حد الهدية اللى جابتهالوا
لغاية بواب البيت جابتله هدية
ولقيتها جيبالى انا كمان هدية
فتحتها
لقيتها صورة ليا انا وهي صورتهالنا وانا سرحانه وكاتبة على ضهرها
خليها ذكرى
رجعت البيت
حضنت امى
امى اللى كانت السبب بعد ربنا في نجاتى من طموحى الطايش
الرحلة دى علمتنى ان كل حاجة بالعقل
كل حاجة بالتقدير
وان الصعود للمراد لازم يكون مع اهل الثقة
لان طريق النجاح
مطباته الضلال وخدع الظواهر
وان اللى ينور ممر الظلام الى بيحجبك عن النجاح بقضبانه
هو نور الله وثقتك فيه
هتوصل وتنجح وتبقا حاجة
باصطحاب اهل الثقة
واول حد بثقتك فيه هتوصل
هو ربك
تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى